الصفـحة الرئيـسية دليل إستخدام البوابة باحث التشريعات باحث النقض باحث الدستورية باحث الإدارية العليا نحن

انضم الى قناة مرافعاتنا


إيقافتشغيل / السرعة الطبيعيةللأعلىللأسفلزيادة السرعة تقليل السرعة

إذا كنت

(محامياً ، قاضياً ، أو تعمل في الحقل القانوني، نتعهد بنقل معلوماتكم القانونية إلى مستويات قياسية)

أثارت الصحف الإيطالية، اليوم، عاصفة من التساؤلات بشأن ملابسات مقتل باحث الدكتوراه الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة، غداة إعلان وزارة الداخلية العثورعلى حقيبة بها متعلقات لريجينى بحوزة عصابة إجرامية متخصصة فى سرقة الأجانب تم تصفية جميع أفرادها فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

وقالت صحيفة «لا كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية إن مصر أخرجت الحادث من منظور «جنائى» وهو «ما أراده الأقوياء المصريين منذ البداية»، مضيفة «كان لابد وأن تكون النهاية بهذا الشكل؛ فالجانب المصرى يرفض منذ البداية اتهامات بالتعذيب وآخرى تتعلق بالاختفاء القسرى».

وطرحت الصحيفة عدة تساؤلات، وصفتها بالعاجلة من أبرزها: «إذا كانت هذه العصابة الإجرامية متخصصة فى خطف الأجانب، لماذا لا يعلن الجانب المصرى عن مختطفين آخرين؟ ولماذا ريجينى تحديدا؟».

وأبلغت وزارة الداخلية المصرية، بحسب الصحيفة الإيطالية، الجانب الإيطالى بهذه المستجدات (تصفية قتلة ريجينى)، ما يعنى أن الملف بأكمله قد يغلق قريبا، ولكن الإيطاليين لا يريدون الآن سوى رد رسمى من جانب النيابة العامة بروما.

وقالت «لا كوريرى ديلا سيرا»: إن «الشنطة المزعومة» التى عثرت عليها الشرطة المصرية لن تضيف شيئا فيما يخص قضية ريجينى، مضيفة «بعد تصفية العصابة الإجرامية، كيف يتبين لنا صحة هذه الافتراضات.. استجوابهم كان ضروريا لمعرفة الحقيقة».

بدورها، ذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، أن المحققين الإيطاليين المتواجدين بالقاهرة تم إبلاغهم بهذه المستجدات، مضيفة أنهم «عبروا عن شكوكهم حول هذا الأمر ولا يزالون فى انتظار نتائج تحقيقات آخرى»، كما أن «النيابة العامة الإيطالية تنتظر اتصالا رسميا من قبل السلطات المصرية استنادا إلى الاجتماع الذى عقد الأسبوع الماضى بين المدعى العام الإيطالى، جوزيبى بينياتونى، ونظيره المصرى، نبيل صادق».

وتساءلت «لا ريبوبليكا»، وهى إحدى أكثر الصحف الإيطالية انتشارا، بطريقة تبدو ساخرة «إذا كان الغرض من خطف ريجينى هو السرقة، فهل عذبته هذه العصابة طيلة 10 أيام؟! لماذا إذن يحتفظون بوثائق تتعلق بهويته؟! إنه أمر عجيب». وتابعت «هل كانت تلك العصابة تظن أن لدى ريجينى خريطة للآثار المصرية لذا عذبوه حتى لفظ أنفاسه؟!».

وتحت عنوان «جوليو ريجينى والأكاذيب المصرية» قالت صحيفة «إسبرسو» الإيطالية إن «الرواية المصرية» حول قتل ريجينى «ضربت بالمنطق عرض الحائط»، مضيفة أن «التوصل للحقيقة أصبح ضرورة ملحة أكثر من أى وقت مضى».

ومضت الصحيفة قائلة: «أخيرا، وبعد عناء جاء مصرع 5 لصوص، ليصبح هذا هو طوق النجاة للنظام المصرى بأكمله.. هذه الرواية هى الأسوأ حتى الأن.. أهذا ما تنتظره أسرة جوليو بعد كل هذا الوقت؟!».

من جانبه، قال دانييلى سكاليا مدير معهد الدراسات المتقدمة فى الجغرافيا السياسية بروما: إن «الإيطاليين استقبلوا بيان الداخلية المصرية بدهشة وحيرة».

وأضاف سكاليا فى تصريحات لـ«الشروق»، اليوم، أنه «إذا سلمنا بالفرضية المصرية، فلماذا كانت تحتفظ هذه العصابة بوثائق تخص ريجينى.. الجريمة أصبحت دولية ألم يعوا ذلك مثلا؟!، أكانوا أغبياء؟!». وتابع: «قتل الجانب المصرى للعصابة الإجرامية يشكك فى الرواية المصرية ككل، كما أن إبراز الوثائق الخاصة به زاد من شكوك المحققين الإيطاليين تجاه الحكومة المصرية».
الشروق