إذا كنت
(محامياً ، قاضياً ، أو تعمل في الحقل القانوني،
نتعهد بنقل معلوماتكم القانونية إلى مستويات قياسية)
كشفت مصادر إخوانية عن إعداد القيادات التاريخية لـ«التنظيم» مبادرة للتصالح مع مصر، موضحة أن قيادات التنظيم ترغب فى أن تكون المبادرة غير معلنة فى البداية، لتفادى غضب الشباب. وتشمل المبادرة، التى يعتزم طرحها الإخوان، القبول بالوضع الراهن وعدم الاستمرار فى تنفيذ عمليات عنف، مقابل الإفراج الجزئى عن بعض القيادات، على أن يخضعوا بشكل دائم للمراقبة لضمان صحة ما يقولونه.وأشارت المصادر إلى أن عدداً من قيادات الجماعة الإسلامية بالسجون، أبرزهم صفوت عبدالغنى، بدأوا فى إعداد مراجعات يعترفون فيها بأخطائهم التى ارتكبوها، خلال فترة «اعتصام رابعة»، موضحة أن هذه القيادات تسبق «الإخوان» بعدة خطوات فى عملية المصالحة، وذلك لأن «التنظيم» يعانى من انقسامات داخلية.يذكر أن قوات الأمن أفرجت مؤخراً عن عدد من قيادات الجماعة الإسلامية، أبرزهم نصر عبدالسلام ومحمد أبوسمرة وفوزى السعيد، وذلك بعدما برأتهم المحكمة من التهم المنسوبة إليهم. وتبرأ القيادات المفرج عنهم من الانتماء لأى تنظيمات تدعو للعنف أو مواجهة النظام. وألمح عاصم عبدالماجد، القيادى فى الجماعة، إلى وجود نية لدى قيادات «الإخوان» للتصالح مع مصر. وقال، فى تدوينة له على صفحته على «فيس بوك»، إن هناك تفاوضاً يتم حالياً بين القيادات الفاعلة فى «التنظيم» و«النظام الحالى» من أجل عقد صفقة للإفراج عن المحبوسين، مضيفاً: «بعض الإخوان يقولون إن قيادات فاعلة فى جماعتهم على وشك الدخول فى مفاوضات مع النظام وعقد صفقة للإفراج عمّن وصفهم بالمعتقلين ووقف المطاردات، فهل تم تجهيز باقى رفاق الدرب للتعامل مع هذه الخطوة.. أم سننتظر حتى يداهمنا الحدث كعادتنا؟».وأضاف: «بالطبع لا أجزم أن هذا سيحدث ولكنى لا أستبعده لأسباب كثيرة وشواهد كثيرة أيضاً لا أريد أن أخوض فيها الآن»، مضيفاً: «لكن أضعف الإيمان أن تكون لدينا خطة للتعامل مع مثل هذا الأمر لكى لا يفاجئنا حال وقوعه». وتابع «عبدالماجد»: «أدعى أن وجود الإخوان أو خروجهم من المشهد الثورى لن يؤثر كثيراً.. بل قد يكون له تأثير إيجابى على عكس ما يتوقعه كثيرون».وقال أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن ما يطرحه عاصم عبدالماجد مجرد بالون اختبار لقياس مدى التأثير على قواعد التنظيم، مشيراً إلى أن لديه معلومات عن طرح عدد من قيادات الإخوان لمبادرة عن طريق وسيط محسوب على «الحالة الإسلامية»، على حد قوله. وأشار «بان» إلى أن الشخص المحسوب على الإسلاميين سافر لتركيا، وجاء بمبادرة تشمل تسوية بين الإخوان والنظام، موضحاً أن هذه التسوية تشمل خروج بعض قيادات التنظيم خارج مصر، مقابل التوقف عن ممارسة أى نشاط سياسى، علاوة على السماح بالاندماج التدريجى للإخوان مرة أخرى فى المجتمع بعد فترة. وكشف الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، عن أن الدكتور أحمد كمال أبوالمجد هو من يقود المصالحة بين الطرفين، وقال لـ«الوطن»: «لا بد من وجود حوار مجتمعى حول التصالح لمصلحة الدولة، فالنظام الحالى يريد تلك المصالحة، والدليل أنه بدأها بالإفراج عن قيادات إسلامية، وهى رسائل تمهيدية للمصالحة، كذلك هناك شخصيات تم الإفراج عنها كانت تدعو للمصالحة من قبل».وتابع: «الإخوان أيضاً يرغبون فى التصالح، فعندما تحدثت مع قياداتهم فى تركيا، وشباب الصف الثالث فى مصر، وافقوا جميعاً على المصالحة بل تحدثوا حول الشروط، والمفترض القيام بهذه المصالحة لإنهاء الأزمة، فكلا الطرفين يرغب فى وقف نزيف الدماء، مش كل يوم يموت 10 فى سيناء والقاهرة».فى المقابل قال أحمد كمال أبوالمجد، المفكر الإسلامى، إن هذه مجرد أمنية لسعد الدين إبراهيم، نافياً وجود تواصل بينهما، ملمحاً إلى إمكانية قبوله الوساطة شريطة عدم تعرضه لهجوم من أحد كما حدث من قبل. وأضاف، لـ«الوطن»، أن هذه مهمة وطنية لإحداث حالة من الوفاق الوطنى، لكنه لن يقبل أن يهان مرة أخرى، لسعيه لإحداث وساطة.الوطن
|