الصفـحة الرئيـسية دليل إستخدام البوابة باحث التشريعات باحث النقض باحث الدستورية باحث الإدارية العليا نحن

انضم الى قناة مرافعاتنا


إيقافتشغيل / السرعة الطبيعيةللأعلىللأسفلزيادة السرعة تقليل السرعة

إذا كنت

(محامياً ، قاضياً ، أو تعمل في الحقل القانوني، نتعهد بنقل معلوماتكم القانونية إلى مستويات قياسية)

القوة الحريرية تهز العرش العثماني.. وفرمان يوقف صناعتها 

السجادة لا تضم حدود المملكة السعودية.. وتسميها بلاد العرب وأرض الحجاز

مصر تسلم جزيرتين تحت سيادتها إلى حدود دولة لم تذكرها خريطة السجادة 

هل اطلعت الحكومة على خريطة السجادة قبل لقاء السعوديين؟ 

مثل قرار رئاسة الوزراء بتبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، أزمة داخل قصر الاتحادية، بسبب خريطة القطر المصري التي تقف شامخة مؤكدة السيادة المصرية على أراضيها أمام ضيوف الرئاسة.

ولم يصدر بعد قرار بات بالتصرف أو إزالة الخريطة الحريرية التي ضمت جزيرتي تيران وصنافير ضمن الأراضي المصرية على نسيجها منذ أكثر من 90 عاما، من جدار صالة الاستقبال بقصر الاتحادية، رغم مرور أيام على توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية وضم الجزيرتين إلى المملكة الشقيقة التي تأسست 1932. 

ويبدو من السجادة أنها لا تحوي إلا الحدود المصرية وقت صناعتها ولا تضم المملكة العربية السعودية حديثة النشأة، والتي أشارت إليها بتسميتها ببلاد العرب وأرض الحجاز.  

عظمة صناعة دمنهور 

ونقلت إحدى الصحف القومية تفاصيل سجادة القطر المصري عن قول للأثري الدكتور محمود عباس الذي شرح أنها عبارة عن سجادة من الحرير تشمل حدود القطر المصري٬ وتقع مقاساتها 450 في 485 سنتيمترا.

وأضاف عباس أن السجادة صنعت بالأسلوب اليدوى بأسلوب العقدة وعددها 25 عقدة فى السنتيمتر المربع، أما ألوانها فأشار إلى أنها اتخذت الألوان الأحمر والأخضر و الأصفر والأزرق والبنى بدرجاتها٬ مع استخدام اللون اللبنى٬ لافتا إلى أن السجادة توضح الحدود المصرية بمختلف الأركان٬ ونهر النيل٬ والقناطر٬ والسكك الحديدية.

وتابع: "من الجانب الأيسر توجد خريطة أخرى تمثل مجرى النيل وفروعه٬ وأسفلها مفتاح الخريطة ومقياس الرسم لها، أما الكنار فيتكون من إطارين متتاليين٬ الداخلى منه أرضيته زرقاء٬ وبأركانه الأربعة وتشمل علم مصر القديم، الهلال والثلاث نجوم، وكذلك رسم لتاج مصر٬ أما الخارجى فأرضيته حمراء وقوام زخارفها أشكال نباتية متنوعة".

اهتزاز بالعرش العثماني

وتعود القيمة التاريخية والسياسية للسجادة الشامخة أمام زعماء العالم منذ عصر الخديو إسماعيل الذي أمر بصناعتها لتمثل قوته في السيطرة على القطر المصري خلال الاحتفالات الأسطورية لافتتاح قناة السويس٬ وهو ما دفع السلطان العثمانى لإصدار فرمان بإيقاف تصنيعها بعدما بدا له أنها ستمثل مظهرا استقلاليا بحدود مصر أمام حضور الحفل وخروجها من عباءة الحكم العثمانى. 

وعادت فكرة السجادة إلى عباس حلمى الثانى الذي اختار مصنع سجاد بدمنهور لصناعتها ولكن انتهى العمل منها بعد رحيل الخديو عباس حلمى٬ وظلت فى المخازن الخديوية إلى انتهاء الحرب العالمية الأولى بانتصار إنجلترا ومناداة زعماء مصر باستقلال البلاد.

وبعد معاهدة 1936 خرجت سجادة خريطة القطر المصري وزينت اللقاءات الرسمية للملك فؤاد، ومن بعده الملك فاروق ثم نقلت إلى قصر الاتحادية ووضعت في صالة الاستقبالات الرسمية بعد ثورة 1952.

دوام الحال من المحال

ويبدو أن السجادة العتيقة ضُرب على حظها "عدم الاستقرار على جدار"، إذ توالى عليها الرئيسان الراحلان جمال عبد الناصر وأنور السادات ومن بعدهما محمد حسني مبارك إلى أن أزيلت في عصر الرئيس المخلوع محمد مرسي ضمن مقتنيات أخرى، ووضعت في مخزن القصر لاعتبارها من بقايا النظام السابق لحكم جماعة الإخوان.

وأعاد الرئيس المؤقت عدلي منصور خريطة القطر المصري بالسجادة الحريرية إلى جدار صالة الاستقبال بقصر الاتحادية من جديد، وتوالى عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي زينت بعضا من خطاباته أمام الشعب ولقاءاته الرسمية وكان آخرها لقاؤه بالملك السعودي.

العلبة فيها فيل..

وجزيرة تيران كانت تابعة لمحافظة جنوب سيناء، وتقع في مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كيلومترات عن ساحل سيناء الشرقي؛ وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كيلومترا مربعا، أما جزيرة صنافير فتقع بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها نحو 33 كيلومترا مربعا.

وتحاول الحكومة المصرية إثبات أحقية المملكة السعودية في الجزيرتين وفقا لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، بينما تضمنت اتفاقيات ثنائية بين البلدين حصول مصر على 25% من الموارد الطبيعية للجزيرتين، والتزام المملكة بدفع ملياري دولار مقابل حماية الجيش المصري لهما مدة 69 عاما، وفقًا لمصادر شبه رسمية. 

وتولت القوات المسلحة المصرية السيادة في الجزيرتين حتى إنها فرضت قوتها بالمضيق كاملا وأغلقته في وجه الملاحة الإسرائيلية قبيل حرب 1967، وبعد النكسة أصبحت الجزيرتان تحت سيطرة إسرائيل ضمن الأراضي المحتلة بشبه جزيرة سيناء. 

 واستعادت مصر تيران وصنافير خلال اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1978، وخضعتا لسيطرة قوات دولية متعددة الجنسيات، امتثالا لبنود الاتفاقية، وحولت السلطات المصرية الجزيرتين إلى محميات طبيعية عام 1983.

وفي تصريحات إعلامية وصف وزير الخارجية سامح شكري السيادة المصرية على الجزيرتين بأنه "احتلال" استمر طوال الفترة الماضية، لظروف معينة، في إشارة إلى الحرب على إسرائيل ومعاهدة "كامب ديفيد".

ورد على تصريحات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي أكد فيها أن جزيرة تيران مصرية وكذا المضيق جنوب خليج العقبة، بأن هذه الفترة كانت للجزيرة ظروف معينة، مشيرا إلى أن هناك حملات مغرضة تحاول الإساءة إلى العلاقات المصرية السعودية وتشويه إنجازات الحكومة.

التحرير

صورة ‏بوابة مصر للقانون والقضاء‏.