لما كانت النيابة العامة وإن كانت قد عرضت القضية الماثلة على هذه
المحكمة عملاً بنص المادة 46 من قانون حالات وإجراءات الطعن أمام محكمة النقض الصادر
بالقرار بقانون رقم 57 لسنة 1959 مشفوعة بمذكرة برأيها انتهت فيها إلى طلب إقرار الحكم
الصادر بإعدام المحكوم عليهم دون إثبات تاريخ تقديمها بحيث يستدل منه على أنه روعي
فيها عرض القضية في ميعاد الستين يوماً المبين بالمادة 34 من ذلك القانون بعد تعديلها
بالقانون 23 لسنة 1992 المعمول به اعتباراً من أول أكتوبر سنة 1992 إلا أنه لما كان
تجاوز هذا الميعاد على ما جرى به قضاء هذه المحكمة لا يترتب عليه عدم قبول عرض النيابة
ذلك أن المشرع إنما أراد بتحديده مجرد وضع قاعدة تنظيمية وعدم ترك الباب مفتوحاً إلى
غير نهاية والتعجيل بعرض الأحكام الصادرة بالإعدام على محكمة النقض في كل الأحوال متى
صدر الحكم حضورياً وعلى أي الأحوال فإن محكمة النقض تتصل بالدعوى بمجرد عرضها عليها
طبقاً للمادة 46 سالفة الذكر وتفصل فيها لتستبين عيوب الحكم من تلقاء نفسها سواء أقدمت
النيابة العامة مذكرة برأيها أو لم تقدم وسواء قدمت هذه المذكرة قبل فوات الميعاد المحدد
للطعن أو بعده فإنه يتعين قبول عرض النيابة العامة للقضية
وقررت محكمة النقض في حكمها
أولاً: عن الطعن المقدم من الطاعنين الأول والثالث:
حيث إن الطاعنين الأول والثالث وإن قررا بالطعن في الميعاد القانوني إلا أنهما لم يقدماً
أسباباً لطعنيهما ومن ثم فإن الطعن المقدم من كل منهما يكون غير مقبول شكلاً لما هو
مقرر من أن التقرير بالطعن بالنقض هو مناط اتصال المحكمة به وأن تقدير الأسباب التي
بني عليها الطعن في الميعاد الذي حدده القانون هو شرط لقبوله وأن التقرير بالطعن وتقديم
الأسباب يكونان معاً وحدة إجرائية لا يقوم فيها أحدهما مقام الآخر ولا يغنى عنه.
ثانياً: عن الطعن المقدم من الطاعن الثاني:
حيث إن مبنى الطعن المقدم من الطاعن هو أن الحكم المطعون فيه إذ دانه بجناية القتل
العمد مع سبق الإصرار التي اقترنت بجنايتي قتل أخريين والمرتبطة بجنحة سرقة قد خالف
القانون وشابه القصور في التسبيب ذلك بأن المحكمة ندبت محامياً ترافع عن الطاعن دون
دراسة القضية والاستعداد فيها فجاء دفاعه شكلياً مما أخل بحق الطاعن في الدفاع إذ لم
يدفع ببطلان إجراءات القبض على الطاعن وتفتيشه وما تلاهما من إجراءات لحصولها في غير
الأجل المحدد بالإذن الصادر من النيابة العامة فقد صدر الإذن بتاريخ 14/ 10/ 1997 الساعة
9.30 مساء على أن ينفذ خلال 72 ساعة من تاريخ صدوره بينما تم القبض على الطاعن في الساعة
الحادية عشر من صباح يوم 18/ 10/ 1997 كما لم يدفع ببطلان اعترافه لأنه جاء وليد هذه
الإجراءات الباطلة وعول الحكم في إدانته على اعترافه واعتراف المتهم الثالث ودون بيان
مضمون كل منهما على حدة ولا يعرف المطلع على الحكم من منهما هو المعترف "بخنق الطفل
أنس وأن القتل كان بقصد السرقة" مما يعيب الحكم بما يستوجب نقضه.
وحيث إنه وإن كان القانون قد أوجب أن يكون بجانب كل متهم بجناية محام يتولى الدفاع
عنه أمام محكمة الجنايات إلا أنه لم يرسم للدفاع خططاً معينة لأنه لم يشأ أن يوجب على
المحامي أن يسلك في كل ظرف خطة مرسومة بل ترك له - اعتماداً على شرف مهنته واطمئناناً
إلى نبل أغراضها - أمر الدفاع يتصرف فيه بما يرضي ضميره وعلى حسب ما تهديه خبرته في
القانون وما دام الأمر كذلك فإنه متى حضر عن المتهم محام وأدلى بما رآه من وجود الدفاع
فإن ذلك يكفي لتحقيق غرض الشارع بصرف النظر عما تضمنه هذا الدفاع فإذا رأى المحامي
ثبوت التهمة على المتهم من اعترافه بها أو من قيام أدلة أخرى كان له أن يبنى دفاعه
على التسليم بصحة نسبة الواقعة إليه مكتفياً ببيان أوجه الرأفة التي يطلبها له ولا
حرج عليه أن فوض الأمر إلى ما تراه المحكمة في شأنه. لما كان ذلك، وكان يبين من محضر
جلسة المحاكمة في الدعوى الماثلة أن المحامي الذي ندبته المحكمة قد رأى ثبوت التهمة
قبل المتهم من اعتراف بمحضر جمع الاستدلالات وأمام النيابة العامة بالتحقيقات وعند
إجراء المعاينة التصويرية المسجلة بالصوت والصورة ومن أقوال الشهود واعترافات المتهمين
الآخرين وأمام المحكمة وأدلى بأوجه الدفاع التي رأي الإدلاء بها على ما هو مدون بمحضر
الجلسة فلا يكون ثمة مخالفة للقانون ولا إخلال من جانب المحكمة بحق المتهم في الدفاع
ويضحى ما يثيره الطاعن الثاني في هذا الشأن غير قويم. لما كان ذلك، وكان القبض على
المتهم الأول قد تم صحيحاً وفقاً للإذن الصادر من النيابة العامة في هذا الشأن ولدى
استجوابه بمعرفة النيابة اعترف بارتكابه الحادث مع المتهمين الثاني والثالث فأمرت النيابة
بتاريخ 16/ 10/ 1997 بضبط وإحضار المتهمين الثاني والثالث وهو في حقيقته أمر بالقبض
عليهما وكان يبين من الاطلاع على محضر الضبط المحرر في الساعة التاسعة من صباح يوم
18/ 10/ 1997 أن القبض على الطاعن كان استناداً إلى أمر النيابة العامة المشار إليه
آنفاً ولم يستند إلى أمر التفتيش الصادر منها والذي انتهى أجله كما ذهب إلى ذلك الطاعن
فإن منعاه ببطلان القبض لتمامه بعد انقضاء أجل الإذن لا يكون صحيحاً. لما كان ذلك،
وكان القبض على الطاعن - على ما سلف بيانه - بريئاً مما يقدح في سلامته وقد وقع صحيحاً
على مقتضى الأمر الصادر به من النيابة العامة فإن ما أثاره الطاعن من بطلان اعترافه
لكونه وليد هذا القبض الباطل لا يكون سديداً لما كان ذلك، وكان الحكم بعد أن بين واقعة
الدعوى أتبع ذلك ببيان مفصل للأدلة يبين منه الدور الذي أسهم به كل من المتهمين فحصل
من اعتراف الطاعنين الثاني والثالث عند استجوابهما بالتحقيقات ارتكابهما الحادث صحبة
المتهم الأول وأن المتهمين الأول والثاني أجهزا على المجني عليها الأولى داخل المطبخ
وأن المتهم الثالث أجهز على الطفلة........ بالضغط على رقبتها ثم طعنها المتهم الأول
كما أنه هو الذي تولى خنق الطفل........ وكان مساق العبارة الأخيرة يفصح عن أن المتهم
الثالث هو قاتلهما وكان هذا الذي أورده الحكم من اعتراف الطاعنين يحقق مراد الشارع
الذي أوجه في المادة 310 من قانون الإجراءات الجنائية من وجوب بيان مؤدى الأدلة التي
يستند إليها الحكم الصادر بالإدانة فإن المحكمة لم تكن ملزمة من بعد أن تورد مؤدى اعتراف
كل منهما على حدة وحسبها أن يكون الدليل الذي اطمأنت إليه واقتنعت به له مأخذه الصحيح
من الأوراق على ما يبين من المفردات ومن ثم فإن النعي على الحكم في هذا الشأن يكون
على غير أساس لما كان ما تقدم فإن طعن المحكوم عليه الثاني يكون على غير أساس متعيناً
رفضه موضوعاً.
ثالثاً: عن عرض النيابة العامة:
وحيث إن النيابة العامة وإن كانت قد عرضت القضية الماثلة على هذه المحكمة عملاً بنص
المادة 46 من قانون حالات وإجراءات الطعن أمام محكمة النقض الصادر بالقرار بقانون رقم
57 لسنة 1959 مشفوعة بمذكرة برأيها انتهت فيها إلى طلب إقرار الحكم الصادر بإعدام المحكوم
عليهم دون إثبات تاريخ تقديمها بحيث يستدل منه على أنه روعي فيها عرض القضية في ميعاد
الستين يوماً المبين بالمادة 34 من ذلك القانون بعد تعديلها بالقانون 23 لسنة 1992
المعمول به اعتباراً من أول أكتوبر سنة 1992 إلا أنه لما كان تجاوز هذا الميعاد على
ما جرى به قضاء هذه المحكمة لا يترتب عليه عدم قبول عرض النيابة ذلك أن المشرع إنما
أراد بتحديده مجرد وضع قاعدة تنظيمية وعدم ترك الباب مفتوحاً إلى غير نهاية والتعجيل
بعرض الأحكام الصادرة بالإعدام على محكمة النقض في كل الأحوال متى صدر الحكم حضورياً
وعلى أي الأحوال فإن محكمة النقض تتصل بالدعوى بمجرد عرضها عليها طبقاً للمادة 46 سالفة
الذكر وتفصل فيها لتستبين عيوب الحكم من تلقاء نفسها سواء قدمت النيابة العامة مذكرة
برأيها أو لم تقدم وسواء قدمت هذه المذكرة قبل فوات الميعاد المحدد للطعن أو بعده فإنه
يتعين قبول عرض النيابة العامة للقضية لما كان ذلك، وكان الحكم المعروض قد بين واقعة
الدعوى في قوله "أن المتهمين الأربعة الأول وهم......و...... و...... و...... الشهير
بـ...... من أصحاب الحرف وتربطهم صلة قرابة إذ الأول والثالث والرابع أخوة والثاني
ابن خالتهم قد ألمت بهم ضائقة مالية وهداهم شيطانهم إلى الحصول على المال عن طريق الحرام
وتشاوروا فيما بينهم ثم أجمعوا أمرهم على أن يحصلوا على المال بسرقته من أصحابه بعد
التخلص منهم بقتلهم ليتيسر لهم سرقته دون افتضاح أمرهم هرباً من العقاب وتصادف أن كان
المتهم الأول يعمل في دهان مسكن المجني عليها....... بدائرة قسم...... وأتاح له ذلك
التعرف على حالتها المالية وما بالمنزل من منقولات ثمينة فأنهى ذلك إلى باقي المتهمين
وكان ذلك قبل تنفيذ الجريمة بنحو شهر ونصف وفرحوا بما جاء به المتهم وأخذوا يتدبرون
الأمر فيما بينهم ويخططون لتنفيذ ما زينه لهم الشيطان من قتل المجني عليها لسرقة متاعها
وذهب بعضهم مع المتهم الأول وعاينوا موقع العقار ليتبينوا معالمه وأخذوا يتحينون الفرصة
لوجود المجني عليها بمفردها داخل مسكنها بعد انصراف زوجها إلى عمله وذهب المتهم الأول
وبصحبته المتهم الثاني إلى مسكن المجني عليها قبل الحادث بيوم واحد إلا أن الزوج كان
ما زال بالمنزل فتظاهر بحضوره للاطمئنان عليهم بمناسبة وجوده بعمل على مقربة منهم ثم
انطلقا حتى إذ كانت ليلة الحادث اجتمعوا جميعاً وعزموا أمرهم على ارتكاب جريمتهم في
الصباح وعرف كل منهم الدور الذي يتولى تنفيذه وكان دور المتهم الرابع البقاء بالمنزل
إلى أن يعودوا إليه بما غنموا فيتولى التصرف فيه وإخفاء ملابس الجريمة وتدبير مكان
لإخفاء المتهمين إذا اقتضى الأمر وباتوا ليلتهم عازمين على تنفيذ جريمتهم وفي صباح
يوم الحادث انطلق المتهمون الثلاثة الأول إلى مسكن المجني عليها ومعهم سلاحاً أبيض
"مطواة" لاستخدامها في قتل المجني عليها ولما وصلوا إلى العقار مكث المتهم الثالث بالطريق
يراقب المكان وصعد المتهمان الأول والثاني إلى المسكن وطرق الأول الباب فأجابته المجني
عليها من الداخل فأخبرها أنه حضر ومعه صديق له لإكمال ما تبقى من دهان فانطلى ذلك عليها
وفتحت لهما الباب وأسرع المتهمان بالدخول وبعد حديث قصير بشأن ما سيقوم به المتهم الأول
من دهان دخلت المجني عليها إلى مطبخ المسكن لإعداد الشاي تحية لهما فأسرع خلفها المتهم
الثاني خلسة وأمسك برأسها وكتم أنفاسها ثم أتبعه المتهم الأول الذي انهال عليها طعناً
بالمطواة... ثم أسلمها للمتهم الثاني فأكمل طعنها إلى أن زهقت روحها وسقطت مضرجة في
دمائها وحضر الطفلان إلى أمهما فأفهماهما أن سوءاً برأسها وأنهما يعالجانها منه وعاد
الطفلان إلى حجرتهما على أمل أن تحضر إليهما أمهما وأغلق المتهمان باب المطبخ على المجني
عليها بعد أن تأكد لهما أنها بلا حراك وأن روحها قد صعدت إلى بارئها وانطلقا إلى حجرات
المسكن لجمع ما حضروا من أجله ولحق بهما المتهم الثالث ولكنهم تخوفوا من ترك الطفلين
أحياء خشية افتضاح أمرهم وتعرف الطفلة........ على المتهم الأول الذي كان قد سبق له
الحضور إلى المسكن لأعمال الدهان وانتهوا إلى قتلهما وتولى المتهم الثالث ذلك فأمسك
بالمجني عليها الطفلة....... وخنقها بقطعة قماش تم اتبعه المتهم الأول طعناً في جسدها
بالمطواة إلى أن زهقت روحها ثم جئ بالطفل....... من محبسه بصيوان الملابس ولم يشفع
له عندهم ارتمائه في أحضانهم من شدة الهلع فأسرع المتهم الثالث بالإجهاز عليه بخنقه
إلى أن أسلم الروح وجمعوا من المسكن ما حلى لهم من حلى ومشغولات ذهبية ومنقولات ثمينة
ووضعوه في حقيبتين حصلوا عليهما من المكان وانطلقوا بها إلى صاحبهم المتهم الرابع الذي
كان في انتظارهم بالمنزل فبشروه بإتمام ما اتفقوا عليه فبارك لهم ذلك وقدموا إليه ما
أحضروه ليتولى التصرف فيه وقد اصطحب المتهمين الثاني والثالث إلى صديقته المتهمين الخامس
والسادس....... و....... وطلب منهما تدبير مكان لإيوائهم وإخفائهم عن أعين الشرطة فأخفاهم
بمسكن قريب سافر للخارج وقد سلم المتهمان الثاني والرابع إلى المتهمين الخامس والسادس
بعض المسروقات من المشغولات الذهبية وسلم المتهم الخامس بعضها إلى المتهم التاسع سلسلة
فباعها له وقدم ثمنها للمتهم الرابع كذلك سلم المتهم الرابع إلى المتهم الثامن بعض
المسروقات من المشغولات الذهبية لإخفائها فعرضها على المتهم السابع ثم ذهب كلاهما إلى
مكان بعيد وأخفياها تحت إحدى الأحجار وقد أرشدا عن مكانها للشرطة عند ضبطهما وكان المتهم
الرابع قد أخبرهما أنها مسروقة كذلك كان المتهم الرابع قد أخفى الملابس الخاصة بالمتهم
الثاني الملوثة بالدماء بوضعها داخل حقيبة وهوى بها في مكان سحيق لإبعادها عن السلطات"
وساق الحكم على ثبوت الوقائع لديه على هذه الصورة في حق المتهمين أدلة مستمدة من أقوال
الشهود وما جاء بتقرير الصفة التشريحية وما جاء بتقرير مصلحة الأدلة الجنائية واعتراف
المتهمين بالتحقيقات وبجلسة المحاكمة وحصل الحكم مؤدى هذه الأدلة بما يتطابق مع ما
أورده عنها بواقعة الدعوى وبما يتفق والثابت بأوراقها على ما يبين من المفردات، لما
كان ذلك، وكان يبين من مراجعة محاصر جلسات المحاكمة أن الأستاذ...... المحامي تولى
الدفاع عن المحكوم عليهما الأول والثالث وانفرد كل من المتهمين الثلاثة بمحام منتدب
فتولى الدفاع عن الأول منتدباً الأستاذ...... وعن الثاني الأستاذ...... وترافع الأستاذ.....
عن الثالث إلا أن الأستاذ...... المدافع عن المتهم الثاني لم يؤد المرافعة كاملة فندبت
المحكمة الأستاذ....... مدافعاً عن الثاني. لما كان ذلك، وكان قضاء محكمة النقض قد
جرى على أن القانون لا يمنع أن يتولى محام واحد واجب الدفاع عن متهمين متعددين في جناية
واحدة ما دامت ظروف الواقعة لا تؤدى إلى القول بوجود تعارض حقيقي بين مصالحهم وكان
الثابت من الحكم المطعون فيه أنه انتهى إلى أن المحكوم عليهم الثلاثة الأوائل ارتكبوا
معاً الجرائم المسندة إليهم واعتبرهم فاعلين أصليين في هذه الجرائم كما أنه لم يكن
مؤدى شهادة من شهد منهم على الآخرين نفي الاتهام عن نفسه وكان القضاء بإدانة أحدهم
- كما يستفاد من أسباب الحكم لا يترتب عليه القضاء ببراءة آخر وهو مناط التعارض الحقيقي
المخل بحق الدفاع فإنه لا يعيب إجراءات المحاكمة في خصوص هذه الدعوى أن تولى الدفاع
عن المحكوم عليهم محام واحد ذلك بأن تعارض المصلحة الذي يوجب إفراد كل منهم بمحام خاص
يتولى الدفاع عنه أساسه الواقع ولا يبنى على احتمال ما كان يسع كل منهم أن يبديه من
أوجه الدفاع ما دام لم يبده بالفعل، ومن ثم فإن مظنة الإخلال بحق الدفاع تكون منتفية،
لما كان ذلك، وكان الحكم قد عرض لما أثاره الدفاع من أن المتهم الأول لم يكن في وعيه
أثناء ارتكاب الجريمة بسبب المخدرات ورد عليه بقوله (وحيث إنه عن القول بأن المتهم
الأول لم يكن في وعيه فمردود عليه بأن المتهم قد دبر وفكر في ارتكاب الحادث منذ شهر
سابق على يوم الحادث وتولى تنفيذه مع المتهمين الثاني والثالث واعتراف بارتكابه الحادث
وحدد دوره في التنفيذ ولم يدع هو أو أحد من باقي المتهمين أنه لم يكن في وعيه ومن ثم
فإن هذه المقولة تكون على غير أساس). لما كان ذلك، وكان الأصل أن الغيبوبة المانعة
من المسئولية على مقتضى المادة 62 من قانون العقوبات هي التي تكون ناشئة عن عقاقير
مخدرة تناولها الجاني قهرا عنه أو على غير علم بحقيقة أمرها بحيث تفقده الشعور والاختيار
في عمله وقت ارتكاب الفعل وأن تقدير حالة المتهم وقت ارتكاب الجريمة فيما يتعلق بفقدان
الشعور أو التمتع به والفصل في امتناع مسئوليته تأسيساً على وجوده في حالة سكر وقت
الحادث أمر يتعلق بوقائع الدعوى يقدره قاضي الموضوع دون معقب عليه وكان مفاد ما قاله
الحكم فيما تقدم أن المحكمة استخلصت أن الطاعنين الثلاثة الأوائل قارفوا جرائمهم وهم
حافظون لشعورهم واختيارهم وهو رد كاف وسائغ على ما أثاره الدفاع فإن ذلك ما يكفي لسلامة
الحكم. لما كان ذلك، وكان الحكم قد استظهر نية القتل في قوله "وحيث إنه عن نية القتل
فهي ثابتة في حق المتهمين الثلاثة الأول ثبوتاً ظاهراً لا يحتاج إلى تدليل فمنذ عرض
المتهم الأول عليهم نبأ المجني عليها ويسارها المالي الذي استشفه من العمل لديها اتفق
جميعهم على قتلها لسرقة أموالها وأعدوا لقتلها سلاحاً أبيض "مطواة" حمله أحدهم ولما
ظفروا بها داخل مسكنها باغتها المتهم الثاني وأمسك برأسها كاتماً أنفاسها ثم انهال
المتهم الأول عليها طعناً في مواضع قاتلة من جسدها ووجه إليها أكثر من عشرين طعنة مع
استمرار المتهم الثاني كاتماً أنفاسها ولم يتركاها إلا جثة هامدة مما يقطع بأنهم كانوا
يعتزمون قتلها ثم اتبعوا ذلك بالتعدي على طفلة المجني عليها....... برغم صغر سنها بأن
أطبق المتهم الثالث على رقبتها وكتم أنفاسها وللتأكد من إزهاق روحها طعنها المتهم الأول
بذات المطواة طعنات عدة وجهها إلى مكان قاتل من جسدها ولم يتركاها إلا جثة هامدة ثم
أوتي المجني عليه الطفل....... من صيوان الملابس الذي كانوا قد حبسوه فيه لإزهاق روحه
ورغم أنه لم يتعد الثانية من عمره إلا أن المتهم الثالث وهو الشاب اليافع كتم أنفاسه
ثم القي عليه وسادتين ليتأكد أنه فارق الحياة وهو ما يستخلص منه بما لا يقبل الشك أن
المتهمين كانوا يقصدون قتل المجني عليهم". ثم اتبع الحكم ذلك بيان ظرف سبق الإصرار
قائلاً "وحيث إن المتهمين الأربعة الأول قد عقدوا العزم واتفقوا فيما بينهم منذ أكثر
من شهر على قتل المجني عليها لسرقتها وكان ذلك بعد أن عرض عليهم المتهم الأول يسارها
وأخذوا يتدبرون الأمر فيما بينهم ثم عقدوا العزم على قتلها وقسموا بينهم الأدوار فاختص
المتهم الرابع بإخفاء الأشياء التي يحصلون عليها من منزل المجني عليها ويعمل على إخفاء
أدلة الجريمة وإيواء المتهمين بعيداً عن أعين الشرطة واختص المتهمون الأول والثاني
والثالث تنفيذ ما اتفقوا عليه وأعدوا لذلك سلاحاً أبيض حمله المتهم الأول ثم ذهبوا
جميعاً إلى مسكن المجني عليها فقتلوها وطفليها مما يدل دلالة قاطعة على توافر سبق الإصرار
في حق المتهمين وثبوته ثبوتاً يقينياً....." لما كان ذلك، وكان من المقرر أن قصد القتل
أمر خفي لا يدرك بالحس الظاهر وإنما يدرك بالظروف المحيطة بالدعوى والأمارات والمظاهر
الخارجية أتى يأتيها الجاني وتنم عما يضمره في نفسه واستخلاص هذه النية من عناصر الدعوى
موكول إلى قاضي الموضوع في حدود سلطته التقديرية ومن المقرر أنه متى أثبت الحكم توافر
نية القتل في حق الفاعل فإن ذلك يفيد توافرها في حق من أداته معه بالاشتراك في القتل
مع عمله بذلك كما أنه من المقرر أن سبق الإصرار حالة ذهنية تقوم في نفس الجاني فلا
يستطيع أحد أن يشهد بها مباشرة بل تستفاد من وقائع خارجية يستخلص منها القاضي مدى توافره
ما دام موجب هذه الوقائع والظروف لا يتنافر عقلاً مع هذا الاستنتاج ويشترط لتوفره في
حق الجاني أن يكون في حالة يتسنى له فيها التفكير في عمله والتصميم عليه في روية وهدوء
وكان ما أورده الحكم فيما تقدم يكفي في استظهار نية القتل ويتحقق به ظرف سبق الإصرار
في حق الطاعنين فإن في ذلك ما يكفي لسلامة الحكم. وكان الحكم قد عرض لظرفي الاقتران
والارتباط وأثبتهما في حق الطاعنين الثلاثة الأوائل في قوله "وحيث إن المتهمين لم يقتلوا
المجني عليها...... إلا بعد أن قتلوا أمها..... وتأكدوا من إزهاق روحها أغلقوا عليها
الباب واتجهوا إلى حيث طفليها وبعد أن قتلوا الطفلة......... أجهزوا على الطفل.......
وذلك كله في فترة زمنية وجيزة ثم أخذوا بعد ذلك في سرقة المسكن........ والثابت من
اعترافات المتهمين وتحريات المباحث التي اطمأنت إليها المحكمة أن السرقة كانت هي بغيتهم
من قتل المجني عليهم وقد سرقوا بالفعل النقود والحلي والمنقولات الثمينة من المسكن
بعد قتلهم لأهله مما يتوافر به الارتباط بين القتل والسرقة" وما ذهب إليه الحكم صحيح
في القانون. إذ يكفي لتغليظ العقاب عملاً بالفقرة الثانية من المادة 234 من قانون العقوبات
أن يثبت الحكم استقلال الجريمة المقترنة عن جناية القتل وتميزها عنها وقيام المصاحبة
الزمنية بينهما كما أن شرط إنزال العقوبة المنصوص عليها في الفقرة الثالثة من المادة
234 المذكورة هو أن يكون وقوع القتل لأحد المقاصد المبينة بها ومن بينها التأهب لفعل
جنحة أو تسهيلها أو ارتكابها بالفعل وعلى المحكمة الموضوع في حالة ارتباط القتل بجنحة
سرقة أن تبين غرض المتهم من القتل وأن تقيم الدليل على توافر رابطة السببية بين القتل
والسرقة وكان ما أورده الحكم فيما سلف يتحقق به ظرفا الاقتران والارتباط المشددان لعقوبة
القتل العمد كما هما معرفان به في القانون فإنه يكون قد أصاب في تطبيق الفقرتين الثانية
والثالثة من المادة 234 من قانون العقوبات سالفة البيان. لما كان ذلك، وكان الحكم المعروض
قد أثبت توافر قصد القتل مع سبق الإصرار في حق الطاعنين الثلاثة الأوائل بالنسبة لواقعة
قتل المجني عليها الأولى فإن هذين العنصرين يعتبران قائمان في حقهم كذلك بالنسبة لجريمتي
القتل الأخريين اللتين اقترنتا بها زماناً ومكاناً وهما قتل الطفلة...... وشقيقها الطفل.......
ولو لم يكن أيهما هو المستهدف أصلاً بفعل القتل الذي انتوى الطاعنون ارتكابه وعقدوا
عليه تصميمهم وأعدوا له عدته على ما سلف بيانه الأمر الذي يرتب وفي صحيح القانون تضامناً
بينهم في المسئولية الجنائية فيكون كل منهم مسئولاً عن جرائم القتل التي وقعت تنفيذاً
لقصدهم المشترك الذي بيتوا النية عليه باعتبارهم فاعلين أصليين طبقاً لنص المادة 39
من قانون العقوبات يستوي في هذا أن يكون محدث الإصابة التي أدت إلى الوفاة معلوماً
ومعيناً من بينهم أو غير معلوم وبصرف النظر عن مدى مساهمة هذا الفعل في النتيجة المترتبة
عليه. لما كان ذلك، وكان الطاعن السابع قد ذهب في وجه طعنه إلى أن اعترافه صدر منه
متأثراً بما شاهده من تعذيب للمتهمين الستة الأوائل. لما كان ذلك، وكان ليس في أوراق
الدعوى ما يشير إلى أن اعترافات المتهمين المحكوم بإعدامهم قد أخذت تحت تأثير الإكراه
إذ أن الثابت أنهم عند استجوابهم بمعرفة النيابة العامة لم تكن بهم إصابات وأنهم جميعاً
أدلوا باعترافاتهم في هدوء وطمأنينة ولم يدع أي منهم بوقوع إكراه من أي نوع عليه بل
أن هؤلاء المتهمين رددوا اعترافاتهم التفصيلية في أكثر من موضع في تحقيقات النيابة
العامة وعند إجراء المعاينة التصويرية المسجلة بالصوت والصورة وعند النظر في تجديد
حبسهم وأمام المحكمة وكان من المقرر أن الاعتراف في المسائل الجنائية من عناصر الاستدلال
التي تملك محكمة الموضوع كامل الحرية في تقدير صحتها وقيمتها في الإثبات ومن ثم فإنه
لا على الحكم إن أخذ باعترافات هؤلاء المتهمين بتحقيقات النيابة العامة لبراءتها مما
يشوبها واطمئناناً من المحكمة إلى سلامتها. لما كان ذلك، وكان الحكم المعروض قد بين
واقعة الدعوى بما تتوافر به كافة العناصر القانونية للجرائم التي دين بها المحكوم عليهم
بالإعدام وأورد على ثبوتها في حقهم أدلة مستمدة من أقوال الشهود ومن اعترافات المتهمين
ومن تقارير الصفة التشريحية والأدلة الجنائية وهي أدلة سائغة مردودة إلى أصولها الثابتة
في الأوراق ومن شأنها أن تؤدى إلى ما رتبه الحكم عليها كما أن إجراءات المحاكمة قد
تمت وفقاً للقانون وصدر الحكم بإجماع آراء أعضاء المحكمة بعد استطلاع رأي مفتي الجمهورية
وقد جاء الحكم سليماً من عيب مخالفة القانون أو الخطأ في تطبيقه أو تأويله وصدر من
محكمة مشكلة وفقاً للقانون لها ولاية الفصل في الدعوى ولم يصدر بعده قانون يسرى على
واقعتها يصح أن يستفيد منه المحكوم بإعدامهم طبقاً لما نصت عليه المادة الخامسة من
قانون العقوبات فإنه يتعين لذلك مع قبول عرض النيابة للقضية إقرار الحكم الصادر بإعدام
المحكوم عليهم.
رابعاً: عن الطعن المقدم من المحكوم عليه الرابع......:
حيث إن مبنى الطعن القصور في التسبيب والخطأ في القانون ذلك بأن الحكم دانه بتهمة الاشتراك
بطريق الاتفاق في ارتكاب الجرائم المسندة إلى المتهمين الثلاثة الأوائل رغم أن مدونات
الحكم لا يبين منها أنه كان على اتفاق سابق مع هؤلاء المتهمين على ارتكاب هذه الجرائم
أو أنه كان على علم بها وما وقع منه لا يتعد جريمة المادة 44 من قانون العقوبات وقد
تمسك الطاعن بهذا الوصف الذي تظاهره اعترافات المتهمين من أنه كان بعيداً عن مسرح الحادث
إلا أن الحكم لم يتعرض لهذا الدفاع ولم يبين الحكم مضمون أدلة الثبوت التي اعتمد عليها
في إدانته ومن بينها اعترافه بمحضر جمع الاستدلالات ذلك مما يعيب الحكم بما يستوجب
نقضه.
وحيث إن ما أورده الحكم في مدوناته وفي تحصيله للواقعة تتوافر به العناصر القانونية
للجريمة التي دان الطاعن بها لما كان ذلك، وكان قضاء محكمة النقض مستقراً على أن مجرد
إثبات سبق الإصرار على المتهمين يلزم عنه الاشتراك بالاتفاق بالنسبة لمن لم يقارف الجريمة
من المصرين عليها وليست المحكمة ملزمة ببيان وقائع خاصة لإفادة الاتفاق غير ما تبينته
من الوقائع المفيدة لسبق الإصرار بعبارة أخرى فإنه متى أثبت الحكم توافر ظرف سبق الإصرار
في الجرائم المسندة إلى المتهمين فإن ذلك يلزم عنه وحده أنهم اتفقوا على ارتكاب هذه
الجرائم وهو كاف لتحميل كل من المتفقين نتيجة ذلك الاتفاق ولو كانت الجريمة التي ارتكبها
الفاعل غير تلك التي يقصد الشريك ارتكابها وتم الاتفاق عليها متى كانت الجريمة التي
وقعت بالفعل نتيجة محتملة للجريمة الأخرى التي اتفق الجناة على ارتكابها فاعلين كانوا
أو شركاء، لما كان ذلك، وكان الحكم قد أثبت توافر ظرف سبق الإصرار في حق الطاعن وزملائه
الثلاثة الأوائل واتفاقهم السابق على قتل المجني عليها الأولى وسرقة مسكنها وذهب الثلاثة
الأوائل ونفذوا جريمة قتل المجني عليها واتبعوها بقتل طفليها وسرقوا ما وصل إلى أيديهم
بمسكنها من مصاغ ومنقولات فإن الحكم يكون سديداً إذ اخذ الطاعن عن جريمتي قتل المجني
عليها وسرقة مسكنها اللتين كانتا مقصودتين بالاتفاق وكان الحكم قد استدل بما أورده
في مدوناته على أن قتل المجني عليها الثانية "الطفلة "......" خشية أن تتعرف على المتهم
الأول وأن قتل المجني عليه الثالث الطفل "....." كان لإسكات صراخه - نتيجة فزعه من
هول ما شاهد - حتى لا يفتضح أمرهم فإن الطاعن يكون مسئولاً عن هاتين الجنايتين كنتيجة
محتملة لجريمة السرقة وفقاً للمجرى العادي للأمور إذ أنه مما تقتضيه طبيعة الأمور أن
يحمل سلاحاً إنما يتوقع منه إذا أتى جريمة وأحس بانكشاف أمره أن يلجأ إلى التخلص مما
يتهدده بكشف أمره، لما كان ذلك، وكان ما أورده الحكم في مدوناته في المساق المتقدم
تتوافر به أركان الجرائم التي دان الطاعن بالاشتراك في ارتكابها. وكان النعي بأن الواقعة
مجرد جنحة إخفاء أشياء متحصلة من جريمة سرقة لا يعدو أن يكون منازعة في الصورة التي
اعتنقتها المحكمة وجدلاً موضوعياً في سلطة المحكمة في استخلاص صورة الواقعة كما ارتسمت
في وجدانها مما يكفي في الرد عليه ما أوردته المحكمة تدليلاً على ثبوت الصورة التي
اقتنعت بها هذا إلى أن محكمة الموضوع غير ملزمة بمتابعة المتهم في مناحي دفاعه الموضوعي
والرد على كل شبهة يثيرها على استقلال إذ في قضائها بالإدانة استناداً إلى أدلة الثبوت
التي أوردتها ما يفيد ضمناً أنها أطرحتها ولم تعول عليها، لما كان ذلك، وكان يبين من
الحكم المطعون فيه أنه لم ينسب إلى الطاعن اعترافاً بالجريمة - على خلاف ما ذهب إليه
بوجه النعي - وإنما اعتمد في إدانته على أدلة أخرى حصل مضمونها في بيان مفصل فحصل من
أقوال الشهود التي عول عليها في الإدانة واعتراف المتهم الثاني أن الطاعن اتفق مع زملائه
الثلاثة الأوائل على قتل المجني عليها الأولى لسرقة مالها وتوجه الثلاثة الأوائل حيث
نفذوا ما أصروا عليه وعادوا إلى الطاعن الرابع حيث تولى تصريف بعض متحصلات السرقة وأخفى
ملابس المتهم الثاني الملوثة بالدماء بأن وضعها في حقيبة من المسروقات وقام بإلقائها
على سور شركة المحولات الكهربائية وعند ضبطه أرشد عنها فإن ما يثيره الطاعن بدعوى القصور
لعدم بيان الحكم لمؤدى الأدلة التي اعتمد عليها في إدانته ومن بينها اعترافه يكون ولا
محل له. لما كان ما تقدم، فإن الطعن المقدم من الطاعن الرابع يكون على غير أساس متعيناً
رفضه موضوعاً.
خامساً: عن الطعن المقدم من الطاعنين الخامس والسادس:
حيث إن مبنى الطعن القصور في التسبيب والخطأ في القانون ذلك بأن الحكم دانهما بموجب
المادة الأولى من الأمر العسكري رقم 1 لسنة 1981 مع عدم توافر أركانها ذلك أن مناط
تطبيقها أن يحدث إخلال بالأمن العام أو ما يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن وأن
يكون الإيواء بقصد إخفاء المتهمين من المحاكمة أو جهات التحقيق وهو أمر غير متحقق في
واقعة الدعوى إذ أن الطاعنين لم يأويا المتهمين ولم يكونا على علم بارتكاب المتهمين
الثاني والثالث للجرائم المسندة إليهما مما يعيب الحكم ويستوجب نقضه.
وحيث إن المادة الأولى من الأمر العسكري رقم 1 لسنة 1981 والصادر من نائب رئيس الوزراء
ووزير الداخلية بتاريخ 13/ 10/ 1981 والمعمول به من تاريخ صدوره قد نصت على أنه "يحظر
على أي شخص بنفسه أو بواسطة غيره إيواء أو إخفاء أو تسهيل إيواء أو إخفاء أو التستر
على أو تقديم أية مساعدة أو معونة بأية طريقة كانت لمن تقوم ضده دلائل جدية أو كان
لديه ما يحمل على الاعتقاد بممارسته أي نشاط يخل بالأمن العام أو النظام العام أو يهدد
الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي أو سلامة الوطن أو المواطنين أو شروعه في ارتكاب
جريمة من الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات أو غيره من القوانين أو كل شخص مطلوب
القبض عليه في إحدى القضايا أو صدر ضده أمر بالتحفظ عليه أو باعتقاله أو القبض عليه
متى كان عالماً بذلك ويعاقب بالسجن كل من خالف ذلك". وواضح من هذا النص في صريح عبارته
وواضح دلالته أنه يشترط لتوافر هذه الجريمة ركنان ركن مادي وركن معنوي والركن المادي
قوامه إحدى الصور الآتية من صور إعانة الجاني على الفرار: الإيواء أو الإخفاء أو تسهيلهما
أو تقديم المساعدة أو المعونة على أي وجه ويشترط في هذا النشاط أن ينصرف إلى إعانة
أحد الأشخاص من الفئات الآتية: 1 - من قامت ضده دلائل جدية أو كان لدى الجاني ما يحمل
على الاعتقاد بممارسة هذا الشخص أي نشاط يخل بالأمن العام أو النظام العام أو يهدد
الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي أو سلامة الوطن أو المواطنين. 2 - من شرع في ارتكاب
جريمة من الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات أو غيره من القوانين. 3 - كل شخص
مطلوب القبض عليه في إحدى القضايا أو صدر ضده أمر بالتحفظ عليه أو باعتقاله أو القبض
عليه. والركن المعنوي هو القصد الجنائي ولم يشترط المشرع لقيام الجريمة قصداً جنائياً
خاصاً بل يكفي أن تتوافر فيها القصد الجنائي العام وهو يتحقق بإدراك الجاني لما يفعل
مع علمه بشروطه وتقدير توافر هذا الركن من شأن محكمة الموضوع التي لها مطلق الحرية
في استظهاره من الوقائع المعروضة عليها ولا يشترط تحدث الحكم استقلالاً عن هذا القصد
بل يكفي أن يكون مستفاداً منه، لما كان ذلك، وكان الحكم قد أثبت بما أورده من أدلة
لها مأخذها الصحيح من الأوراق ومن بينها أقوال المتهمين الثاني والرابع واعتراف الطاعنين
أن المتهم الرابع حضر إليهما ومعه المتهمان الثاني والثالث - بعد ارتكابهم جرائم القتل
والسرقة - وطلب منهما تدبير مكان لإيوائهم وإخفائهم عن أعين رجال الشرطة التي تقتفى
أثرهم لاعتدائهم بمطواة على أحد أفرادها فآووهم لمدة ثلاثة أيام بمسكن قريب لهم مسافر
إلى الخارج وهما يعلمان أنهم ارتكبوا جريمة من الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات
وأنهم مطلوبين للشرطة وأنهما أخفيا بعض الحلي المسروقة وهما يعلمان بسرقتها فإن الطاعنين
يكونان قد ارتكبا الجناية المسندة إليهما والمنصوص عليها في الأمر العسكري سالف البيان
وجنحة إخفاء أشياء متحصلة من جريمة سرقة ويكون النعي على الحكم بانتفاء أركان الجريمة
الأولى على ما جاء بأوجه النعي غير سديد، لما كان ذلك، فإن الطعن المقدم من الطاعنين
يكون على غير أساس متعيناً رفضه موضوعاً.
سادساً: عن الطعن المقدم من المحكوم عليه السابع......:
حيث إن الطاعن ينعى على الحكم المطعون فيه أنه إذ دانه بجريمة إخفاء أشياء مسروقة مع
علمه بأنها متحصلة من جريمة سرقة قد شابه القصور في التسبيب والخطأ في القانون والإخلال
بحق الدفاع ذلك بأن الحكم جاء قاصراً في بيان واقعة الدعوى ومؤدى الأدلة التي استند
إليها في الإدانة ولم يرد على دفاعه بأن الجريمة تفتقر إلى ركنيها المادي والمعنوي
إذ أنه لم يساهم بأي فعل مادي في إخفاء المضبوطات ولم يكن يعلم بأنها متحصلة من جريمة
سرقة واعتمد الحكم في الإدانة إلى ما أسنده إليه من اعتراف مع أنه لم يكن نصاً في اقتراف
الجريمة ولم يرد على دفاعه ببطلان هذا الاعتراف لصدوره تحت تأثير ما شاهده من تعذيب
للمتهمين الستة الأوائل هذا إلى أنه لم يتمكن من إبداء دفاعه بسبب صياح الجمهور الحاضر
بالجلسة ومقاطعته له عند إبداء مرافعته وهو ما أثر أيضاً في عقيدة المحكمة.
وحيث إن الحكم حصل واقعة الدعوى في خصوص أمر الطاعنين السابع والثامن أن المتهم الرابع
سلمهما بعض المسروقات وأخبرهما بأنها متحصلة من جريمة سرقة فكان أن قاما بإخفائها تحت
أحد الأحجار وعند ضبطهما أرشدا الشرطة عنها وقد دلل الحكم على ثبوت الواقعة لديه على
هذه الصورة في حق الطاعنين السابع والثامن بما أورده من وجوه الأدلة التي استمدها من
معينها الصحيح ومن بينها اعتراف الطاعن وكان ما أثبته الحكم كافياً لتفهم الواقعة وظروفها
حسبما تبينتها المحكمة وتتوافر به كافة الأركان القانونية لجريمة إخفاء الأشياء المتحصلة
من جريمة سرقه التي دانهما بها فإن ذلك يحقق حكم القانون، إذ لم يرسم القانون شكلاً
خاصاً يصوغ فيه الحكم بيان الواقعة المستوجبة للعقوبة والظروف التي وقعت فيها، لما
كان ذلك، وكان لا يشترط لاعتبار الجاني مخفياً لشيء مسروق أن يكون محرزاً له إحرازاً
مادياً بل يكفي لاعتباره كذلك أن تتصل يده به. ويكون سلطانه مبسوطاً عليه ولو لم يكن
في حوزته وكان الحكم قد انتهى في استخلاص سائغ إلى أن الطاعنين تسلما بعض المسروقات
من المتهم الرابع وقاماً بإخفائها تحت أحد الأحجار حتى الضبط مما لازمه أنهما كانا
متصلين بهذه المسروقات اتصالاً مادياً وأن سلطانهما كان مبسوطاً عليها وكان العلم في
جريمة إخفاء الأشياء المتحصلة من جريمة سرقة مسألة نفسية لا تستفاد فقط من أقوال الشهود
بل لمحكمة الموضوع أن تتبينها من ظروف الدعوى وما توحي به ملابساتها ولا يشترط أن يتحدث
عنها الحكم صراحة وعلى استقلال ما دامت الوقائع كما أثبتها تفيد بذاتها توفره وكان
الحكم قد استخلص توافر هذا العلم لدى الطاعن والطاعن الثامن ودلل عليه بما فيه الكفاية،
وكان بحسب الحكم كيما يتم تدليله ويستقيم قضاؤه أن يورد الأدلة المنتجة التي صحت لديه
على ما استخلصه من وقوع الجريمة المسندة إلى المتهم ولا عليه أن يتتبعه في كل جزئية
من جزئيات دفاعه لأن مفاد التفاته عنها أنه أطرحها فإن ما يثيره الطاعنان من عدم توافر
أركان جريمة الإخفاء وقصور الحكم لعدم الرد على دفاع الطاعن السابع بانتفائها لا يعدو
أن يكون جدلاً موضوعياً في تقديره الدليل وفي سلطة محكمة الموضوع في وزن عناصر الدعوى
واستنباط معتقدها وهو ما لا يجوز إثارته أمام محكمة النقض. لما كان ذلك، وكان الحكم
قد حصل اعتراف الطاعنين السابع والثامن في قوله "وحيث إن المتهمين السابع والثامن اعترافاً
بالتحقيقات بإخفائهما لأشياء مسروقة قدمها إليهما المتهم الرابع وقد أخفياها بمكان
أرشدا عنه رجال الشرطة وتم ضبطهما وإخفائهما للمسروقات ودفنها أسفل حجر على ترعة الإسماعيلية
يؤكد علمهما بأنها مسروقة" وكان لا ينقص من قيمة الاعتراف الذي تساند إليه الحكم في
قضائه ما يذهب إليه الطاعن السابع من القول بأنه غير وارد على الجريمة بأركانها وبالتالي
فهو لا يمتد إلى العلم بأن ما يخفيانه مسروقات لأن تقصي هذا العلم من شئون محكمة الموضوع
وهي ليست مقيدة في أخذها باعتراف المتهم بأن تلتزم نصه وظاهره بل لها أن تستنبط منه
ومن غيره من العناصر الأخرى الحقيقة التي تصل إليها بطريق الاستنتاج والاستقراء وكافة
الممكنات العقلية ما دام ذلك سليماً منفقاً مع حكم العقل والمنطق وإذ كان ذلك وكانت
المحكمة قد استظهرت ذلك العلم من ظروف الدعوى وأقامت الدليل عليه فإنه لا يجوز مجادلتها
في ذلك أمام محكمة النقض. لما كان ذلك، وكان يبين من الاطلاع على محضر جلسة المحاكمة
أن الطاعن وإن دفع ببطلان اعترافه إلا أنه لم يبين أساس دفعه بالبطلان الذي يتحدث عنه
في وجه طعنه من صدوره منه متأثراً بما شاهده من تعذيب للمتهمين الستة الأوائل فإنه
لا يقبل منه إثارة هذا الدفاع لأول مرة أمام محكمة النقض لما يتطلبه من تحقيق موضوعي
تنحسر عنه وظيفة محكمة النقض. هذا فضلاً عن أنه ليس في أوراق الدعوى ما يشير إلى أن
اعترافات المتهمين الستة الأوائل قد أخذت تحت تأثير الإكراه إذ أن الثابت أنهم عند
استجوابهم بمعرفة النيابة العامة لم تكن بهم إصابات وأنهم جميعاً أدلوا باعترافاتهم
في هدوء وطمأنينة ولم يدع أي منهم بوقوع إكراه من أي نوع عليه ومن ثم فإنه لا على الحكم
أن أخذ باعترافات هؤلاء المتهمين بتحقيقات النيابة العامة لبراءتها مما يشوبها واطمئناناً
من المحكمة إلى سلامتها. لما كان ذلك، كان يبين من الاطلاع على محضر جلسة المحاكمة
أن الطاعن حضر ومعه اثنين من المحامين ولم يبد أي منهما ما يدل على أنه لم يتمكن من
إبداء دفاعه بل ترافع كل منهما وأبدى ما تسنى له من دفاع - وهو دفاع مطول - دون مقاطعة
من الجمهور وانتهى إلى طلب براءة موكله وقدم حافظة مستندات وكان من المقرر أن الأصل
في الإجراءات الصحة ولا يجوز الإدعاء بما يخالف ما أثبت سواء في محضر الجلسة أو الحكم
إلا بطريق الطعن بالتزوير وإذ كان الطاعن لم يسلك هذا السبيل في خصوص ما أثبت بمحضر
الجلسة من مرافعة بغير مقاطعة فإن منعاه في هذا الشأن لا يكون له محل. لما كان ذلك،
ولئن كان الأصل الدستوري المقرر هو علانية جلسات المحاكمة التي يشهدها المواطنون بغير
تمييز وذلك حتى يتاح للرأي العام متابعة ما يجرى في القضايا التي تهمه وإغفالها يؤدى
إلى بطلان إجراءات المحاكمة ويبطل الحكم الذي يصدر تبعاً لذلك وكل ذلك ما لم تقرر المحكمة
سرية المحاكمات مراعاة للنظام العام أو محافظة على الآداب أو أن يقرر القانون سرية
بعض المحاكمة لاعتبارات يقدرها كما هو الشأن في محاكمة الطفل على النحو الوارد بالفقرة
الأولى من المادة 126 من قانون الطفل الصادر بالقانون رقم 12 لسنة 1996، لئن كان ذلك،
كذلك إلا أنه من المقرر بنص المادة 166 من قانون المرافعات المدنية والتجارية الصادر
بالقانون رقم 13 لسنة 1968 أن المداولة تجرى سراً لإصدار الأحكام حيث يتبادل القضاة
الذين سمعوا المرافعة الرأي في الأقضية المعروضة عليهم في غير رقابة من أحد غير الله
ثم ضمائرهم حتى يتسنى لكل قاضي أن يبدي رأيه في حرية تامة ويسأل جنائياً وتأديبياً
القاضي الذي يفشى سر المداولة ويحكم القاضي في الدعوى حسب العقيدة التي تكونت لديه
بكامل حريته بغير تأثير خارجي أياً كان مصدره سواء أكان من الجمهور أو وسائل الإعلان
وكان يبين مما سبق إيراده أن إجراءات المحاكمة قدر روعيت فإن ما يثيره الطاعن بدعوى
تأثر عقيدة المحكمة بما دار بجلسة المحاكمة بشأن صباح الجمهور يكون في غير محله لما
كان ما تقدم فإن الطعن المحكوم علية السابع يكون على غير أساس متعيناً رفضه.
سابعاً: عن الطعن المقدم من المحكوم عليه الثامن:
وحيث إن الطاعن ينعى على الحكم المطعون فيه أنه إذ دانه بجريمة إخفاء أشياء متحصلة
من جريمة سرقة قد شابه القصور في التسبيب والفساد في الاستدلال ذلك بأن الطاعن دفع
ببطلان القبض عليه وما تلاه من إجراءات لحصوله على غير مقتضى القانون كما دفع بعدم
اختصاص محكمة الجنايات بمحاكمته باعتباره متهماً في جنحة إخفاء المسروقات إلا أن الحكم
لم يعرض لهذين الدفعين ولم يرد عليهما كما لم يرد على دفاعه بانتفاء علمه بأن المضبوطات
مسروقة رغم ما ساقه من قرائن تؤكد صحته واعتمد الحكم في إدانته على ما أسنده إليه من
اعتراف مع أنه اعتصم بالإنكار في جلسة المحاكمة وأخيراً فإن الحكم لم يعامله بقسط من
الرأفة وأوقع عليه عقوبة الحبس رغم أنه طالب وفي حبسه ضياع لمستقبله.
وحيث إن من المقرر أن من الواجبات المفروضة قانوناً على مأموري الضبط القضائي في دوائر
اختصاصهم أن يقبلوا التبليغات التي ترد إليهم بشأن الجرائم وأن يقوموا بأنفسهم أو بواسطة
مرؤسيهم بإجراء التحريات اللازمة عن الوقائع التي يعلمون بها بأية كيفية كانت وأن يستحصلوا
على جميع الإيضاحات والاستدلالات المؤدية لثبوت أو نفي الوقائع المبلغ بها إليهم أو
التي يشاهدونها بأنفسهم كما أن المادة 29 من قانون الإجراءات الجنائية تخول مأموري
الضبط القضائي أثناء جمع الاستدلالات أن يسمعوا أقوال من يكون لديهم معلومات عن الوقائع
الجنائية ومرتكبيها وأن يسألوا المتهم عن ذلك ولما كان يبين من محضر جمع الاستدلالات
المحرر بمعرفة المقدم...... والمؤرخ 18/ 10/ 1997 أن المتهم الرابع اعتراف بالاشتراك
في ارتكاب الجرائم المسندة إلى المتهمين الثلاثة الأوائل وأنه أخفى بعض المسروقات لدى
الطاعن وأرشد عنه وبسؤاله أقر باستلامه ساعة يد رجالي وخاتم ذهب من المتهم الرابع فعرضه
على النيابة حيث تم استجوابه في ذات اليوم ولما كان توجه الضابط إلى الطاعن وسؤاله
عن الاتهام الذي حوله في نطاق ما يتطلبه جمع الاستدلالات لا يعتبر بمجرد تعرضاً مادياً
فيه مساس بحريته الشخصية ومن ثم فإنه لا يعيب الحكم المطعون فيه التفاته عن الرد على
الدفع ببطلان القبض وما تلاه من إجراءات الذي أبداه الطاعن طالما أنه ظاهر البطلان
وبعيد محجة الصواب. لما كان ذلك، وكان من المقرر أن القانون إذ أجاز إحالة الجنح المرتبطة
ارتباطاً بسيطاً - وهو الذي لا تتوافر فيه شروط انطباق المادة 32 من قانون العقوبات
- بالجنايات على محاكم الجنايات فقد وسع في اختصاصها وجعله شاملاً لهذه الجنح المرتبطة
وأخرجها عن سلطة محاكم الجنح ذات الاختصاص الأصيل وكانت جريمة إخفاء أشياء متحصلة من
جريمة سرقة المسندة إلى الطاعن مرتبطة ارتباطاً بسيطاً بجنحة سرقة هذه الأشياء المرتبطة
بجناية قتل فإن الدفع بعدم اختصاص محكمة الجنايات بنظر الجريمة التي دين بها الطاعن
لا يكون له محل ولا يعيب الحكم التفاته عن الرد عليه لظهور بطلانه لما كان ذلك، وكان
من المقرر أن الاعتراف في المسائل الجنائية عنصر من عناصر الاستدلال التي تملك محكمة
الموضوع كامل الحرية في تقدير صحتها وقيمتها في الإثبات وأن سلطتها مطلقة في الأخذ
باعتراف المتهم في حق نفسه وفي حق غيره من المتهمين في أي دور من أدوار التحقيق ولو
عدل عنه بعد ذلك متى اطمأنت إلى صحته وكان الحكم قد اطمأن إلى اعتراف الطاعن بتحقيقات
النيابة بإخفاء جزء من المسروقات وكان ما أورده الحكم له صداه في الأوراق فإن ما يثيره
الطاعن في هذا الشأن يكون ولا محل له. لما كان ذلك، وكان من المقرر أن تقدير العقوبة
وتقدير قيام موجبات الرأفة أو عدم قيامها من إطلاقات محكمة الموضوع ودون معقب دون أن
تسأل حساباً عن الأسباب التي من أجلها أوقعت العقوبة بالقدر الذي ارتأته لما كان ذلك،
وكانت العقوبة التي انزلها الحكم بالطاعن تدخل في نطاق العقوبة المقررة للجريمة التي
دانه من أجلها فإن ما يثيره الطاعن من أن المحكمة لم تعامله بالرأفة لكونه طالباً فضلاً
عن أنه لا يجوز إبداؤه أمام محكمة النقض لا يكون له محل وحيث سبق الرد على ما أثاره
الطاعن بشأن انتفاء علمه بالسرقة بما تضمنه الرد على تقدير الطاعن السابع وحيث إنه
لما تقدم يكون الطعن على غير أساس متعيناً رفضه موضوعاً.