أحمد قناوي يكتب : القامات المنخفضة في نقابة المحامين
ثلاثة فرسان فقط في تاريخ ممتد من الرجال والفرسان في نقابة
المحامين ، أحمد نبيل الهلالي ، عادل عيد ، أحمد ناصر ربما يأتي الحديث عنهم لأنى
كنت محظوظاً بمعاصرة هؤلاء منذ قيدي في نقابة المحامين عام 1985 ، وكنت أسمع عنهم وانا
طالب في الجامعة ثم سنحت لي الفرصة بالإقتراب و العمل النقابي المشترك معهم .
أحمد
نبيل الهلالي نجل آخر رئيس وزاء لمصر قبل
1952 ووزير تعليم قبلها ، إنضم الى صفوف الحركة الإشتراكية المصرية في مجدها وكان
واحداً من أهم رجالها يعرف بقديس الوطنية المصرية وهو لقب يستحقة عن جدارة ، أذكر
ذات مرة كنت ماراً بسيارتي في شارع رمسيس ولفت نظري أنة يقف على محطة باص ، ركنت
سيارتي وترجلت نحوة أدعوة لتوصلية حيث
يشاء ، فإذا بة يضع يده على كتفي في تلك اللحظة أدركت مافعلت ، وأستدرت عائداً
لسيارتي خجلاً مما فعلت وأنا أقول لنفسي لو شاء هذا الرجل أن يكون لدية إسطولاً من
السيارات لفعل ، وربما كانت سيارتي لا تناسب عاملاً أو مستخدما لدية ، هو أراد أن
يكون مثل الناس غالبية الناس ، سواد الناس ، وكان على إحترام ذلك ، كان عضواً
لفترات طويلة في مجلس نقابة المحامين وربما كانت البيانات التى تصدرها نقابة
المحامين كان يصيغها ألاستاذ نبيل الهلالي ، كان منحازاً دوماً للناس دون إدعاء ،
كان يجسد المحامي المعني لدرجة صادمة بحقوق الناس حتى لو إختلف معهم ، كان مدافعاً
عن الجميع دون تمييز ، كان الاسلاميين وهم يعلمون أنة رجل شيوعي يطلبونة كأول
الاسماء للدفاع عنهم ، وكان يفعل ، وبالتأكيد راودني إسمة حين قبلت الدفاع عن الدكتور محمد
مرسي منتدياً من نقابة المحامين .
عادل عيد كنت اعرف إسمة جيداً وأنا طلب في
الجاكعة بعد مقتل الرئيس السادات ، والاحاديث عن كامب دفيد وموقف نقابة المحامين
في مواجهتها كان عادل عيد عضواً في البرلمان ضمن 12 عضواً بمجلس الشعب أقدم
السادات على حل مجلس الشعب بسبهم ، كان عضواً في الجبهة الوطنية في مجلس الشعب
التى ضمت في هذا الوقت ، كمال الدين حسين ، ممتاز نصار ، أحمد ناصر ، معتز الحريري
، محمود القاضي وغيرهم ، كان عضواً لعدة دورات في مجلس نقابة المحامين ، في احداث
89 التى حدثت في نقابة المحامين لم يصطف مع النقيب أحمد الخواجة لكنة واجهة
بالعديد من الاخطاء وأعلن عن ذلك بكل وضوح وصراحة ، وبعد أكثر من 20 عاماً على حل
مجلس الشعب الذى حله الرئيس السادات عاد مرشحاً مرة أخري في دائرتة في الاسكندرية
ولان الناس لاتنسي نجح عادل عيد بإكتساح ، وكان فوق ذلك برلمانياً يشار الية
بالبنان قارىء دقيق عف اللسان .
أحمد ناصر حين كان مرشحاً لمجلس الشعب في عهد
السادات ومنع من عقد لقاء جماهيري في أحد مصانع الجيزة اغلق الامن علية الباب
والعمال في الداخل ينتظرونة بالهتافات لم يجد بداً من إقتحام باب المصنع بسيارتة
وعقد المؤتمر وتم تزوير تلك الانتخابات ، لكنة لجأ للقضاء وحصل على أول حكم يدرس
في كليات الحقوق حتى الان بالتعويض ضد وزارة الداخلية لتزويرها الانتخابات ،
وبعدها اصبح عضواً بالبرلمان وهو أول عضو يتهم رئيس الجمهورية بالخيانة ( السادات
) بسبب كامب دفيد ، وفي نقابة المحامين في مجلس 85 حصل على أعلي الاصوات ، ظل طوال
عملة كعضو مجلس نقابة مدافعاً عن كل المحامين ما بين حضور جلسات الى قيادة الى
احتجاجات وإعتصامات للدفاع عن المحامين ، كان من نصيبي أنة كان رفيقي في زنزانة
واحدة في سجن سوهاج حين القي القبض علينا من نقابة المحامين ليلة 23 يناير 1989
واقتربت منة كان هذا الفارس يحمل قلب طفل ناصع البياض ويمتلك من الشهامة ما يجعلك
في حالة إستغراب ، وقف ضد أحمد الخواجة وأسس هو ورفيقة محمد فهيم آمين اللجنة
الوطنية للدفاع عن الحريات ، والتى كنت عضواً فيها في مواجهة لجنة الحريات
بالنقابة العامة التى كان يطلق عليها وقتها اللجنة الحكومية نظراً لتراجعها في
قضايا الحريات .
هذه القامات السامقة في تاريخ نقابة المحامين
ربما يكون عددها محدوداً بالنسبة الى عشرات أخري كانت أعضاء في مجلس نقابة
المحامين بداية من مكرم عبيد وحتى تلك الاسماء ، لكنها الاقرب تاريخياً للحالة
النقابية الآن ولعضوية المجلس ، ماذا كان موقف هؤلاء لو عرفوا أن جل بعض نشاطات
أعضاء المجلس هو تنظيم الرحلات والحصول على فوائد مالية؟ ماذا كان سيكون موقفهم
وهناك أعضاء دورهم النقابي حضور مآتم العزاء وحفلات الطهور ؟ ماذا سيكون موقفهم ولم
يعرف عن أى عضو مجلس نقابة حالي بإسثناء محدود جداً من رفع صوتة بالحق أو قدم رؤية
مختلفة لنقيب المحامين ؟ ماذا كان موقفهم
وهم يستمعون الى عضو مجلس يتحدث عن جواز ضرب المتظاهرين بالنار ؟ أو عضو مجلس يوزع
الاجندات ؟ أو عضو مجلس يقول بالحرف نربط الحمار في المكان الذي يحبة نقيب
المحامين !! أو عضو مجلس جل دورة أن يقرأ للنقيب مع يكتب عنة على وسائل التواصل
الإجتماعي ! ثم حتى عن نقيب المحامين الذي
علية أن يطالع صور منصات مؤتمرات نقابة المحامين
وينظر الى القامات العالية التى تحيط بنقيب المحامين ، حتى أحمد الخواجة
الذي إختلفنا معه كانت تحيطة كوكبة من الاسماء اللامعة لأنة في النهاية كان يعلم
أن الكبير يضيف الية ، وأن القامات العالية لا تخصم من قامات آخري بل تضيف اليها ، تلك قامات وتلك
قامات والمسافة بينهم هي مسافة بين عصور وفترات وإنكسارات أصبح فيها حال المحامين
أحد أهم تجلياتها .
رحم الله من رحل من تلك القامات العالية ومتع بالصحة والعافية من بقي منهم، وأعاد الى
نقابة المحامين قامات تناسب مكانتها وتردد دوما ما تردد في ارجائها عبر تاريخها الطويل كلمات ومواقف وفعاليات
دفاعاً عن الديمقراطية وحقوق الناس وحرياتهم .